درة الملوك الأميرة در الشهوار

0

“إلى أين نحن ذاهبون؟ ربما إلى مأساة غير متوقعة وربما إلى أيام غربة مملوءة بالجفاء والألم .. بهذه الضربة تحطمت جميع آمالي وانطفأت جميع أنوار سعادتي” ..
بهذه الكلمات المقتضبة كانت الأميرة “در شهوار”، الابنة الوحيدة لآخر الخلفاء العثمانيين السلطان عبد المجيد الثاني تستعيد الساعات الحزينة من عمرها ، عندما صدر قرار ترحيل أبيها وأسرتها من البلاد عام 1924 و هي لم تتخط العاشرة من عمرها، ليأتي مصطفى كمال أتاتورك أول رئيس جمهورية لتركيا .

هي الأميرة خديجة خيرية عائشة درشهوار بنت الخليفة عبد المجيد الثاني اخر خليفة عثماني ، ووالدتها السيدة عطية مهستي . ولدت في قصر تشامليجا في اوسكودار اسطنبول في تركيا . تزوجت الاميرة درشهوار 1931 من الامير حمايت على خان النظام اكبر ابناء ( النظام ) او السلطان عثمان علي خان اخر حكام امارة حيدر اباد بجنوب الهند التي استمرت حتى سبتمبر 1948 ، حين غزتها القوات الهندية وضمتها للهند عنوة .

كانت الأميرة در الشهوار في العاشرة من عمرها ، حينما صدر قرار بترحيل ابيها الخليفة عبد المجيد الثاني و اسرته من البلاد ، ليأتي اتاتورك اول رئيس جمهورية لتركيا بعد خلع اخر خليفة عثماني . ذهب الخليفة و اسرته للعيش بنيس بفرنسا و بعد سنوات قليلة من ضيق العيش انتقلوا للعيش بالهند ضيوفا على نظام الدين حاكم مقاطعة حيدر اباد و كان اغنى حاكم في العالم وفي عام 1931 تزوجت در الشهوار من ابنه و باتت تحمل لقب اميرة برار و انجبت منه ابنها مكرم عام 1933 و الامير مفخم عام 1939 .

و في عام 1944 توفي الخليفة عبد المجيد والد الاميرة ، فسعت الاميرة لدفنه في تركيا لكن دون جدوى !! فقد ذهبت بصفتها “اميرة برار” الهندية لزيارة تركيا و مقابلة رئيس الجمهورية وقتها عصمت اينونو و رغم انها قابلت الرئيس و حرمه لكنها لم تنجح في اقناعه بدفن والدها هناك ، فخرجت حزينة لكنها لم تيأس .

قررت در الشهوار حفظ جثمان ابيها في احد مساجد باريس عام 1954 و زارت تركيا مرة اخرى و اقنعت عدنان مندريس رئيس الحكومة آنذاك و الذي كان ينتمي الى الحزب الديمقراطي الجديد . لكن المجلس الوطني التركي علق البت في تلك المسألة ، بعد معارضة بعض نواب الحزب الجمهوري فيأست الاميرة من دفن ابيها في ارض اجداده لكنها سعت لدفنه بالمدينة المنورة بالقرب من الرسول عليه الصلاة و السلام و الصحابة المكرمين و لم تغفر لبلدها رفضهم استقبال جثمان ابيها و لذلك لم تستعد الجنسية التركية رغم السماح لآل عثمان بذلك و استمرت تحمل جوازا انجليزيا و كانت تقوم برحلات ليست بكثيرة لتركيا لزيارة الاقارب لكنها لم تستقر برغم الدعوات الكثيرة لها .

توفيت در الشهوار او اميرة الهند التركية كما اطلقت عليها صحف العالم في مدينة لندن 7 فبراير 2006 ، عن عمر يناهز 92 عام ،و قد اوصت ولديها اللذين يقيمان في حيدر اباد بالهند بدفنها بمقبرة المسلمين في لندن . رحم الله الاميرة الجميلة التي ضربت مثلا رائعا للابنة المحبة المخلصة لابيها ، الاميرة التي التقطت حصوة صغيرة من ارض بلادها و هي في العاشرة من عمرها و حين الرحيل لتذكرها بوطنها فكانت الحصوة اعز عليها من كل الدرر ، انها ” درة الملوك” الاميرة در الشهوار .

نقلا عن الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق الاول – فاروق مصر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.