“الجلد العقدي” ليس أول الكوارث
“الجلد العقدي” ليس أول الكوارث..
وقد لا يكون آخرها .. معادلة تفادي الكوارث لها معطيات تؤدي إلى نتائج.
الجلد العقدي بدأ أفريقيّا منذ 1929 ومضى بموجات متعددة في دول أفريقيا كان آخرها الصومال 1980 ثم أفريقي أسيوي 88 – 1989 (مصر وإسرائيل). 2006 الموجة الثانية لمصر. ومضت الموجة الوبائية دون تفسير لسريان وباء رغم التطعيم! ظهر في تركيا 2015 ثم في تسع دول في شرق أوروبا (بنسبة نفوق 15%) مما دفع منظمة الأغذية والزراعة (FAO) إلى الدعوة لبرنامج تحصيني ضد الجلد العقدي في دول شرق أوروبا وشبه جزيرة البلقان. وأخيراً ظهر المرض في الحديدة باليمن.
1- الأوبئة تبدأ بؤراً على استحياء تسري وسط التجاهل ، تستشري وهنا الكارثة. المقرر دولياً أنه بعد تأكيد البؤرة يتم إبلاغ المكتب الدولي للأوبئة بباريس (OIE) – المنظمة العالمية للصحة الحيوانية حاليا – . نعم المرض – حتى الآن – لا ينتقل للإنسان لكنه مرض حيواني مدمر تعداداً وإنتاجاً.
2- أمام تكرار ظهور المرض بعد 12 عاماً – رغم التحصين – فإن المواجهة تبدأ بالمكاشفة والشفافية أمام ورشة عمل لعلماء مصر في الجامعات والمواقع البحثية لمعرفة الحقيقة ولوضع خطة للإنقاذ بتكليفات محددة.
3- التركيز الإعلاني عن مسئولية البعوض ، ذلك مفيد لكن لا ننسى أن البعوض ليس الناقل الوحيد وإنما أنواع من الذباب وكذلك القراد ، كما أنه علمياً لم يقطع علمياً بانفراد السبب عند البعوض حيث أن المخالطة واللعاب والحليب غير مستبعدين كطرق للعدوى.
4- سئمنا من تحميل الطب البيطري مسئولية خسائر ناتجة عن تجفيف لمنابع الموارد البشرية وشُح الإمكانيات المادية (هل أعداد الأطباء البيطرين والممرضين كافية وهل أعمارهم مناسبة لعمل ميداني؟ هل وسائل الانتقالات كافية وكذلك معدات التبريد وموتورات الرش؟).
5- “بغاية الوضوح” المسئولية محددة بالاختصاصات المنصوص عليها في القرار الجمهوري 187 لسنة 1984 لإنشاء الهيئة العامة للخدمات البيطرية وسلطتها العليا هي مجلس الإدارة وتبلغ القرارات للوزير المختص (وزير الزراعة).
6- قرعاً لأجراس الخطر فإن أفريقيا لم تصبح الدائرة الوحيدة للاشتباه وإنما كذلك أوروبا كما أن خطر حمى الوادي المتصدع قائم مع كثافة البعوض وشدة الحرارة – أعلم أن هناك برنامج للتطعيم يتم دورياً-.
7- حين تكون هناك إرادة وخطة واضحة وضخ للإمكانيات نستطيع التصدي لأي أزمة (تفادياً أو إنقاذاً) ، حدث هذا مع الطاعون البقري حيث أعلن استئصاله سنة 1995 – حتى الآن.
حمى الله الوطن
تحريرا في 25 يوليو 2018
د. سامي طه
النقيب العام السابق للأطباء البيطريين